معرض التحول الصناعي العالمي بالرياض 2025- نافذة نحو مستقبل الصناعة.

في بادرة طموحة تعكس رؤيتها المستقبلية، تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة فعاليات "معرض التحول الصناعي العالمي" بالعاصمة الرياض، وذلك في شهر ديسمبر من عام 2025 القادم. هذا الحدث البارز يأتي كثمرة للشراكة الوثيقة بين كل من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وشركة معارض الرياض، بالإضافة إلى شركة DeutscheMesse AG، الجهة المنظمة لمعرض "هانوفر ميسي" Hannover Messe ذائع الصيت.
يهدف المعرض الطموح إلى إلقاء الضوء على أحدث الابتكارات والاكتشافات في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، والتحول الرقمي الشامل، والأتمتة المتطورة، والتصنيع الذكي الذي يواكب العصر، والطاقة المستدامة التي تحافظ على البيئة. ومن المتوقع أن يشهد المعرض مشاركة واسعة النطاق من قبل الشركات العالمية والمحلية على حد سواء، إلى جانب حضور نخبة من الخبراء والاستشاريين، ورواد الأعمال الطموحين، والمستثمرين المرموقين من مختلف القطاعات الصناعية الحيوية.
ويعتبر المعرض بمثابة منصة استراتيجية حيوية لاستكشاف أحدث التقنيات والحلول المبتكرة، حيث يركز بشكل أساسي على عدة محاور رئيسية وهامة تشمل التقنيات المتقدمة المستخدمة في عمليات التصنيع، مثل الذكاء الاصطناعي الذي يغير ملامح الصناعة، وإنترنت الأشياء الذي يربط كل شيء، والطباعة ثلاثية الأبعاد التي تحدث ثورة في التصميم والإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، يولي المعرض اهتمامًا خاصًا بالتحول الرقمي في المصانع، وتعزيز مفهوم "المصنع الذكي" الذي يهدف إلى رفع كفاءة العمليات الإنتاجية، وتحقيق أعلى مستويات الجودة والتميز.
كما يسلط المعرض الضوء بشكل مكثف على الأتمتة المتطورة والروبوتات الصناعية المتقدمة، ودورها الحيوي في تحسين مستويات الإنتاجية، وتقليل التكاليف التشغيلية الباهظة. ولا يغفل المعرض أهمية الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة، والتي تتماشى مع الأهداف الطموحة للمملكة في خفض الانبعاثات الكربونية الضارة، وتعزيز التحول نحو الصناعات الصديقة للبيئة والمستدامة. يولي المعرض اهتمامًا خاصًا بتمكين الشركات الناشئة الواعدة، وتعزيز بيئة الابتكار الصناعي الخلاق، بوصفه محركًا أساسيًا للنمو الصناعي المستدام والمزدهر.
يأتي هذا المعرض المتميز في وقت تشهد فيه المملكة تحولًا صناعيًا متسارعًا وغير مسبوق، وذلك ضمن إطار رؤية المملكة الطموحة 2030. تهدف هذه الرؤية إلى تعزيز مكانة القطاع الصناعي، وزيادة مساهمته الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني المتين. تتبنى المملكة مجموعة شاملة من الاستراتيجيات التي تسهم في تحقيق هذا التوجه، حيث تشكل الإستراتيجية الوطنية للصناعة إحدى أهم الركائز الأساسية، والتي تستهدف رفع عدد المصانع في المملكة إلى أكثر من 36 ألف مصنع بحلول عام 2035، مع التركيز بشكل خاص على الاستثمار في التقنيات الحديثة والمتطورة التي تعزز الإنتاجية وتخفض التكاليف التشغيلية.
وفي سياق متصل، تعمل المملكة بدأب على توطين الصناعات المتقدمة، وتحويل المملكة لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في تصنيع السيارات الكهربائية الحديثة، وأشباه الموصلات الدقيقة، والهندسة الدقيقة المتطورة. يتم ذلك من خلال استقطاب الشركات العالمية الكبرى، وإقامة شراكات استراتيجية قوية معها، بهدف تعزيز القدرات المحلية ودعم نقل المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
كما تولي المملكة اهتمامًا بالغًا بتطوير سلاسل الإمداد الصناعية، وذلك عبر تقليل الاعتماد على الواردات الخارجية، وزيادة نسبة المحتوى المحلي في الصناعات. هذا الجهد يسهم بشكل كبير في تعزيز الاستقلالية الاقتصادية ورفع كفاءة الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، تدعم المملكة الصادرات السعودية غير النفطية من خلال تطوير البنية التحتية اللوجستية المتطورة، بهدف فتح أسواق جديدة واعدة، وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية على المستوى العالمي.
وفي إطار التوجه نحو التنمية المستدامة والشاملة، تركز المملكة بشكل كبير على تعزيز الصناعات الصديقة للبيئة، من خلال التوسع في المصانع التي تعتمد بشكل أساسي على الطاقة المتجددة النظيفة، وتبني تقنيات تصنيع متطورة تقلل من البصمة الكربونية الضارة. كما تدعم المملكة مشاريع إعادة التدوير المبتكرة وتقليل النفايات الصناعية، بما يتماشى مع الأهداف البيئية الطموحة لرؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد صناعي متطور ومستدام للأجيال القادمة.
ومن خلال التعاون المثمر والبناء مع معرض هانوفر ميسي، الذي يعتبر المعرض الصناعي الأكبر والأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، تسعى المملكة لتعزيز روابطها وعلاقاتها مع الاقتصادات الرائدة ورواد الصناعة العالميين.
لقد شكل معرض هانوفر ميسي، الذي يستقطب أكثر من 200 ألف زائر و7000 عارض سنويًا، قوة دافعة هائلة في مجال التحول الصناعي منذ عام 1947. ومن المتوقع أن يحقق الحدث المرتقب الذي سيقام في الرياض في ديسمبر القادم النجاح الباهر نفسه، وأن يوفر بوابة عالمية استثنائية للشركات لاستكشاف الفرص الواعدة في المملكة العربية السعودية.
وتشارك المملكة حاليًا في فعاليات معرض "هانوفر ميسي" العالمي Hannover Messe، المقام حاليًا في مدينة هانوفر بألمانيا، والذي يُعد أحد أضخم المعارض الصناعية على مستوى العالم. تهدف هذه المشاركة إلى الترويج الفعال لـ "معرض التحول الصناعي العالمي 2025"، الذي تستضيفه الرياض بكل فخر واعتزاز في ديسمبر القادم.
وتشكل هذه المشاركة خطوة استراتيجية هامة لتعريف الشركات العالمية بالفرص الاستثمارية الواعدة التي يقدمها المعرض، واستقطاب كبرى الجهات الصناعية للمشاركة الفعالة فيه.
وقد أبرمت وزارة الصناعة والثروة المعدنية اتفاقية استراتيجية ثلاثية الأطراف مع شركة "دويتشه ميسي" الألمانية، المنظمة لمعرض هانوفر ميسي العالمي 2025 Hannover Messe، وشركة معارض الرياض المحدودة. يهدف هذا الاتفاق إلى تنظيم "معرض التحول الصناعي العالمي" في الرياض خلال شهر ديسمبر من عام 2025، ليكون جزءاً لا يتجزأ من شبكة معارض هانوفر ميسي الدولية Hannover Messe.
وقد تم توقيع هذه الاتفاقية الهامة على هامش فعاليات مؤتمر التعدين الدولي الذي انعقد في الرياض خلال شهر يناير الماضي، بحضور كبار المسؤولين والوزراء، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية القصوى التي توليها حكومة المملكة لهذا الحدث البارز.
